بين النّجاح والفشل خطوة. في ميدان الحياة نحسب بدقّة متناهية معايير النجاح، نرسم آمالاً وطموحات تحت وطأة "الفرصة"، نجبر أنفسنا على التفكير مليًّا في ملامح النّجاح، ولا نحسب حسابًا للفشل. ذاك هو الزخم من المعنويات التي تنتاب الصحفي، وبمجرد إخفاقه، يُدرك أنّ الفشل يحمل الكثير من الدروس، من أجل التقدّم والتطوّر.
خلال مسيرتي الإعلاميّة، أسستُ شبكة ZNN الإخباريّة عام 2015 وتضمّ 52 إعلاميّة وإعلامي من توجهات مختلفة ومن مناطق لبنانية عدّة، وتعلمت أنّ التفكير المنظّم هو مدخل النجاح، وأنّ التّدريب هو مقياس التقدّم، والفشل ليس عيبًا أو تهمة أو خدشًا لمهارات النجاح، وأدركت أنّ الفشل هو أفضل فرصة لخوض غمار العمل عبر الوضوح في التخطيط، والتركيز والتصويب الدقيق والتوقف أمام العقبات ورسم المسار السليم ووضع الخطّة الاستراتيجية.
انطلاقًا ممّا تقدّم، يجب على الصحفي أن يكون:
أولاً، مؤمنًا بالفكرة التي ينطلق لتحقيقها.
ثانيًا، صبورًا ومصممًا على تحقيق الإنجاز.
ثالثًا، منفتحًا ومتعاونًا مع المتخصصين والخبراء.
رابعًا، مهتمًا بما تتطلبه شروط النجاح.
خامسًا، مرنًا ومثابرًا.
سادسًا، مقتنعًا بالقدرة على النجاح وليس بالضرورة من المرّة الأولى.
التجربة مع مركز التوجيه
في العام 2019 وفي إطار تطوير الشبكة الإخبارية، عقد فريق العمل الورشة الأولى لتحسين سير العمل، حيث نظّم لقاءات جرى خلالها تبادل الأفكار ومناقشتها. وفي ورشة التطوير، أدركنا أننا كشبكة أصبحنا ضمن سباق المنافسة مع المواقع الإخباريّة، لذلك قررنا أن نبدع في الأفكار، وكانت نقطة البداية عبر تكليف فريق يختصّ بالتطوير وجمع الأفكار وترجمة الأهداف من خلال المحتوى الذي نقدّمه والسياسة التحريريّة، وتمكّنا من التقدّم بنسبة فاقت الـ50%.
في العام 2021، أتت مبادرة برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحملت إلينا باقة أمل ورسالة مفعمة بالنجاح، تقدمتُ للمشاركة حاملًا الأفكار والأهداف والرؤية، وتمّ اختياري لتمثيل الشبكة بين 16 مشاركًا من أصل 207 تقدّموا للمشاركة في البرنامج.
خلال رحلتي في البرنامج المليئة بالتوجيه والتدريبات والمعارف الجديدة، أعدتُ كتابة أهدافي أكثر من مرة، ورتّبتُ أولوياتي ونشاطاتي. على سبيل المثال: كنت أركز على تواجد الشبكة بين الشبكات الأخرى التي تنشر الأخبار، أمّا الآن فأصبحت أعطي الأولوية ليس للنشر فحسب، بل للمحتوى الذي يجب نشره، وهذا ما تعزز لدي من خلال الجلسات الأسبوعية مع الموجهين في مركز التوجيه، حيثُ يأتي ترتيب الأولويات مباشرة بعد صياغة الرؤية بدقة وتحديد الأهداف بعناية.
وقد شكّل مركز التوجيه نقطة تحوّل هامّة جدًّا وساهم في تغيّر الكثير من الأمور المتعلقة بتطوير الشبكة أفرادًا وكيانًا. وما حققته الشبكة من إنجاز إداري ومهني وتقني وعلى مستوى صقل مهارات الفريق يؤكد بوضوح مدى الإستفادة من مركز التوجيه على مستوى:
1. وضع رؤية ورسالة وأهداف للشبكة بما يتلاءم مع خصائص الإعلام الإلكتروني والرقمي.
2. رسم سياسة تحريرية واضحة.
3. الإنطلاق نحو الجهات المانحة لدعم مشاريع الشبكة، لا سيما إنشاء أكاديمية تُعنى بنشر الثقافة والتربية الإعلامية.
تجدر الإشارة إلى أنّ وضع سياسة تحريرية كان في سلّم الأولويات نتيجة عدم قدرة الشبكة على تحديد الفئة التي تستهدفها أو تتوجه إليها في المحتوى الإخباري، واتخذ الفريق قرارًا بتحسين صناعة المحتوى ووضع سياسة تحريرية تتلاءم مع الجمهور الذي يتابع الشبكة والذي يجب دراسة خصائصه كالعمر والمنطقة.
- وبعد 8 جلسات تدريبية في مركز التوجيه، استطعتُ الوصول إلى تحقيق الهدف من خلال:
- تحديد الفئة المستهدفة وهي فئة عامة غير محددة.
- إختيار فريق التحرير بما ينسجم مع الرؤية العامة.
- مناقشة المصطلحات التي تشكّل إشكالية في لبنان والمنطقة العربية.
- تدريب المحررين على مهارات تحرير الأخبار وتزويدهم بكم كبير من المصطلحات البديلة.
وفي ظلّ الحاجة الملحّة للإستمرارية والتطوّر خصوصًا في الظروف التي يمرّ بها لبنان، وجدتُ أنه لا بد من طرق أبواب الجهات المانحة، وكانت فرصة المشاركة في برنامج مركز التوجيه مناسبة مفيدة للإطلاع على دور هذه الجهات، وحاولتُ أن أستفيد من خبرات الموجهين في هذا المجال.
وفيما يلي بعض النقاط الأساسية بحال أراد الصحفي تقديم مقترح إلى جهة مانحة:
أولًا، يجب أن يضع الصحفي الذي يدير مؤسسة أو يقدّم مشروعًا تعريفًا واضحًا يتضمّن: الرؤية، الهدف، الهيكلية، فيديو عن المشروع أو المؤسسة، وأن يكون مستعدًا لأي نقاش مع الجهة المانحة.
ثانيًا، تضع الجهات المانحة عددًا من المعايير الأساسية للحصول على منحة، وبناءً عليها يمكن حصول نقاش وقبول المشروع وبعده منح التمويل. وهنا يجب أن تتمتع المؤسسة بسرعة تقديم المعلومات المطلوبة.
ثالثًا، هناك جهات تعلن عن التمويل وتفتح وتطلب من المؤسسات الصحفية تقديم المشروع الخاص بها، وهنا يجب أن تتوفر كل المعايير بطريقة منظمة وترسل وفقا للآلية المحددة.
- ولا بدّ أن تكون النقاط التالية متوفرة في أي مشروع يتم تقديمه الى المؤسسات المانحة:
- الوضوح.
- الهدف.
- الفئات المستهدفة.
- المدة الزمنية لتنفيذ المشروع.
- التكلفة المقدرة.
- عدم المبالغة.
- المرونة.
خلال المشاركة في برنامج مركز التوجيه، تمكنت شبكة ZNN من عقد عدد من الشراكات، ويحضّر فريق العمل مشروعًا رياديًا سيتمّ الإعلان عنه قريبًا.
add_comment ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق